بين يدي السورة

 3- المرحلة الدعوية التي نزلت سورة التحريم فيها: سورة التحريم من السور التي نزلت في مرحلة متأخرة من المرحلة المدنية فقد ورد في بعض الروايات في أسباب النزول ذكر أسماء لأمهات المؤمنين، ولم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنى بهن إلا في مرحلة متأخرة كزينب بنت جحش وصفية بنت حيي وجاريته مارية القبطية.   كما أن الإشارة التي وردت في كلام عمر بشأن استعداد غسّان لغزو المسلمين يدل على هذه المرحلة المتأخرة، فاحتكاك المسلمين بأطراف الجزيرة العربية وملوكها لم يكن إلا في السنة التاسعة للهجرة وما بعدها.   وفي هذه المرحلة كانت آيات الذكر الحكيم تنزل بشأن بناء المجتمع الإسلامي البناء القوي المحكم ففي هذه المرحلة نزلت سورة الجمعة والحجرات والتوبة والطلاق والتحريم وغيرها.   ولقد أشار بعض المفسرين إلى جانب نفسي في أحداث سبب النزول لهذه السورة يتعلق بأمهات المؤمنين، وأرى وجاهة هذا الجانب النفسي في القضية: ذلك أن أمهات المؤمنين عشن عيشة الكفاف مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث كان يمر الشهر والشهران ولا يوقد في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نار للطبخ، وما كان عيشهم سوى الأسودين الماء والتمر، ولم يشبعوا من خبز بر يومين متتالين، فلما انتشر الإسلام ودخل الناس في دين الله أفواجًا، وفتحت مكة واطمأن الناس في جزيرة العرب على مصالحهم التجارية والزراعية، وأقبلت الوفود على عاصمة الدولة الإسلامية يعلنون الطاعة والولاء وفرضت الزكاة على الولايات الإسلامية وحملت الأموال إلى المدينة المنورة ووزعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على القاصي والداني وخص بكثير منها المؤلفة قلوبهم، كل ذلك أوجد في نفس بعض المقربين من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الذين أوكلهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى رصيدهم الإيماني فلم ينلهم العطاء أوجد لديهم تطلعًا إلى أن ينالهم شيء من هذا العطاء، وأن يحصلوا على بعض أسباب المعيشة التي تبدل شيئًا من الشظف الذي كانوا عليه.


رابط المادة: http://iswy.co/e2bs1h

إرسال تعليق

أحدث أقدم